"أيقونة الذكرى" للشاعرة المبدعة أســـماء طلعت

 "أيقونة الذكرى"

الشعر .. ما الشعر؟
قولي الحقّ أو ماري
فأنتِ أكذوبةٌ تلهو بقيثارِ!
كذبتِ يا نفسُ فالإحساس يَصْدُقني
حتى وإنْ لمْ تحط فحواهُ أخباري!
ما الصدقُ والحرفُ -يا بنت المجاز- شدا:
من جانب الروح بسم الله بي باري؟!
الصدقُ أنْ تُجهز النجوى على ورقي
وتكشف الساق في لجّ السنا الطاري
ويرتمي عرش حرفي الحرّ بين يدي
أمّا المجاز فذا واللهِ مغواري
يذود عن طَمَعِي الموروث في خلَدي
فيُكرم الوصفَ لو زار الهوى داري
وينفخ الحرف كي يحوي أسى عُمُري
ويعكس السهم في مرآة تيّاري!
والشعرُ؟ كأسٌ سماويٌّ وساقيةٌ
تهيم بالوعيِ بين الماء والنارِ
وتخلط الفهم باللافهم راقصةً
على شفير فؤادٍ شاهقٍ هارِ
العقل فيه استوى والعزف أجنحةٌ
والروح تؤمن أنّي طائرٌ سارِ!
الشعرُ.. أن تسرق المعنى أبالستي
لتُلْقِم اللفظَ من بارودها الواري
أن تستلذّ رياحي كلما نثرتْ
رماد حسّي على أكتاف زوّاري
ويحضن الصبح أطيافَ الرؤى جَذِلاً
في حفلة الدمع لو ألهو بأمطاري!
أن تستحيل خلايا الجسم ناطقةً
حتى يجوز صدى الإلهام أسواري
ويُسْفر اللحن عن آيات فتنتهِ
فيهمس الكلّ أنْ سبحانه الباري
وتقشعرُّ جلود الناس من طربٍ
فيسأل الصبُّ عن أوقات إبحاري
لن يذكروكِ! فما جدوى المجازِ لمن
يُبارز الوَقْع في لجّ المنى عارِ؟
يا نفسُ ذا القلب يهوى من يقول له
بأنّ في قلبهِ.. أشباه أسراري
مهما اعتلى الموجُ أحلامي وعاطفتي
سأسأل القاع: هل في سفحكمْ جاري؟
فالحسّ إن يختلي بالروح آكلها
لذا انحريه غداةً دون إنذارِ
كلوا.. وغنّوا.. وقرّوا العين في لججٍ
من البيان وإن هَدّ الأسى غاري!
الشعرُ.. يُطلِقُ.. عَتْماً.. مَلّ من قفصي
كيما يرفرفُ في علياء إصراري
فيُجْهِدُ النزق السوّاح في كبدي
حتى تنام بملء الجفن أفكاري
كأنّني أكتب الشكوى على كفني
فيرحم الله ضعفي رغم أوزاري!
كأنهُ.. يُنْفِذُ الأضواء من شَفَتي
فيُبْحِر السحر في أنفاس أنواري
لأعزفَ الكونَ أزواجاً بقافيةٍ
لله إن قَبّلتْ أستارَ أقداري
لله إن ألهبتْ باللحن أغنيتي
وأرجفتْ في رحاب الفنّ أوتاري
كأنّ شعري رسولٌ جاء يعصمني
والبيت فُلْكي.. ونبض البيت مسماري!
الشعرُ.. أيقونة الذكرى.. وتوطئةٌ
للانهاية في أشجان مزماري
أسطورة الخير؛ قالتْ طفلةٌ بدمي:
سيصرع الذئب كي أمضي بمشواري..
اليوم العالمي للشعر
لا يتوفر وصف للصورة.
حسن الكوفحي، محمود الوجيه و١٢ شخصًا آخر
١٦ تعليقًا
أعجبني
تعليق

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إنَّ انشطاركِ ... بين الذَّرِّ فِي طِيني للمبدعة الشاعرة ماجدة ندا