"الرقص مع الأيام" للشاعرة المبدعة أسماء طلعت

 "الرقص مع الأيام"

شمس التمنّي تستبدّ بسقفهِ
تسطو فيغلي دمّه في صيفهِ
ليعلّق الآمال في جيد الشتا
وتطلّ شمس حنينهِ من خلفهِ
فتذوب لهفة روحه من لهفةٍ
ويضيق نصف بقائه من نصفهِ
ويهيم كالمجنون كم طلب الهنا
فتعاقبت كلّ الفصول لقصفهِ!
.
.
ويبيتُ يبحث وسط كومة حظّهِ
عن حُلّة تُخفي مواضع نزفهِ
وبرقصة الإصرار يُغري دهرهُ
أملاً بنظرة رغبةٍ من طرفهِ
أو رحمةٍ.. أو هدنةٍ.. أو صفقةٍ
بالعدل تُعلي رايةً في صفّهِ
ليضنّ وجه الدهر عنه بنظرةٍ
مع أنّه لا يرعوي عن دَفّـهِ!
وتزول لذّة رقصهِ فيسير تيّـ
ـار الفتور ليقتفيه كإلْفهِ...
.
.
وهنٌ على وهنٍ تخّلل جسمه
مذ غاب جمهور الرضى عن زفّهِ
والمحبِطونَ توشوشوا
فالهمس يعــلو:
وقتهُ يمضي كشفرة سيفهِ
أوَ ما كفى الأيام شدّة وطئها
فتآزروا متهافتينَ لقذفهِ؟!
ليزيد من حركاته ويحثّ نبـ
ـضُ جنونه رقْصاً بشرفة جُرفهِ!
.
.
هذي هي الأيام تمنح صوتها
للتافهين فيسقطوه بزحفهِ!
هذي هي الدنيا.. تُثير ميوله
فإذا اشتهى.. سَبّتْ بوادر لُطفهِ
ورمتْه كالمنديل في صندوقها
ليصير يوم الحرق مُنية أنفهِ
ما أقبح الحسنـا التي من جوْرها
تاق المريد إلى قيامة حتفهِ!
.
.
لكنْ..
-وليت الزهد يصمد برهةً-
ها قد أتتْ؛ هل تستهين بضعفهِ؟!
لتمدّ كفاً حانياً!
نحو الغريــر عشيّةً!
وتمَسّ حدبة كتْفهِ
لهْفَى.. على كتفٍ تَسَنّدَهُ النوى
بعد الهوى حمَل الأسى من عطفهِ
فتشمّهُ.. وتضمّهُ.. وكأنهُ
إكسير حبّ كمْ تتوق لرشفهِ
ويعُبّ من أنفاسها عطر المنى
فيخال أنّ أكفّها في كفّهِ
وتقول هيا غنّ يا صوت الدنا
حتى إذا انسجمَ انتشتْ من رجفهِ
وبعرض "نوتته"... تُولّي ظهرها
وتسلّ ذيل حنانها من طيفهِ
فتمزّق الألحان في صدر الأغا
ني والأماني كي يموتَ بحرفهِ
ويعيشَ في كفّ الوفاةِ يراوغ الـ
الإحباط بالإيمان ساعة عزفـهِ!
.
.
تتقلّب الألقاب في صفحاتها
يوماً له اسمٌ والدلال بوصفهِ
وبيوم نحسٍ مستطيرٍ شرّه
تأتي عليه لتستلذّ بعصفهِ
وغداً يُنادى في العراء بما انطوى
في سرّه من صدقهِ أو زيفهِ
ليجيب مذهولاً.. ويبدو ما انقضى
حُلماً.. مضى.. في كَمّه.. أو كيفهِ!
لا يتوفر وصف للصورة.

تعليق

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إنَّ انشطاركِ ... بين الذَّرِّ فِي طِيني للمبدعة الشاعرة ماجدة ندا