مَدينَةُ الْعُتَقاءِ للشاعرة الدكتورة إسراء حيدر محمود


 مَدينَةُ الْعُتَقاءِ

نِعْمَ الْكَلامُ.. مُقَنَّعاً بِاللاّءِ
فَنَعَمْ تَفي لِمُجَرَّدِ الإِرْضاءِ
وَالذُّلُ يَحْني رَأْسَ كُلِّ مُنافِقٍ
وَالْعِزُّ نَخْلٌ شامِخُ الشَّجْراءِ
فَامْلأْ دِنانَكَ مِنْ صَبيبِ لُجَيْنِها
أَرْضٌ تُعانِقُ أَنْجُمَ الْجَوْزاءِ
فيكِ الصَّبابَةُ يا فِلَسْطينَ المُنى
فَأُوارُ وَجْدِكِ حاطَنا بِوَفاءِ
قَدْ أَشْرَقَتْ شَمْسُ الْهِدايَةِ في الْحِمى
مِعْراجُ طَه مَهْبِطُ الإِسْراءِ
ما زالَتِ الأَشْعارُ تُنْشِدُ سِحْرَها
بَلَدُ الرِّجالِ، وَمَوْطِنُ الْعُظَماءِ
يافا وَعَكَّا وَالْجَليلُ قَلائِدٌ
وَالْقُدْسُ وَالأَقْصى مَنارُ ضِياءِ
كُلُّ الْمَدائِنِ تَنْتَشي مِنْ فَوْحِها
فَالْوَرْدُ يَنْثُرُ عِطْرَهُ بِنَقاءِ
فيها الْمَحَبَّةُ، وَالْمُروءَةُ طَبْعُها
فَشَهيدُها كَمْ فاضَ بِالإِرْواءِ
كَمْ أَرْهَبَ الأَعْداءَ ذاتَ تَمَرُّدٍ
لِلْحُرِّ يَوْمٌ مُشْرِقُ الأَنْواءِ
هَبَّ النَّسيمُ مُداعِباً زَيْتونَها
فَأَثارَ غُصْناً طَيِّبَ الآلاءِ
نَضَجَتْ زُهورُ الْبُرْتُقالِ، تَوَرَّدَتْ
وَتَمايَلَتْ حَبَّاتُها بِإِباءِ
لَكِ يا عَروسَ الْبَحْرِ يا قَطْرَ النَّدى
هَلَّ الْقَصيدُ مُحَمَّلاً بِوَلائي
يا مَوْطِنَ الأَجْدادِ فيكِ مَنازِلٌ
لِلأَهْلِ وَالْخِلاّنِ وَالسُّمَحاءِ
تَبْقينَ يا حَيْفا حِكايَةَ عاشِقٍ
صانَ الْفُؤادَ لِغادَةٍ حَسْناءِ
لا بورِكَ الأَنْذالُ، مَنْ باعوا الثَّرى
فَالْحَقُّ قَدْ أَمسى وَلِيَّ رِياءِ
وَيْحَ الْجُموعِ تَبَدَّلَتْ في عَصْرِنا
حُجِبَ الصَّباحُ بِحَضْرَةِ الإِمْساءِ
فَمُصابُنا جَلَلٌ أَصابَ كَرامَةً
بِسِهامِ مَأْجورٍ طَغى بِخَفاءِ
إِمَّا تُدافِعُ عَنْ هَواكَ بِحُرْقَةٍ
باتَ الْحَبيبُ بِقَبْضَةِ الأَعداءِ
أَنَسيتَ أَنَّ الْعِرْضَ كَالأَبْناءِ!!!
فَبِعَيْنِ قَلْبِكَ راعِها بِوَلاءِ
أَرْضُ السَّلامِ مَدينَةُ الْعُتَقاءِ
أَنْتِ السَّبيلُ لِجَنَّةِ الْعَلْياءِ
٢٦

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إنَّ انشطاركِ ... بين الذَّرِّ فِي طِيني للمبدعة الشاعرة ماجدة ندا