رَحَلَتْ مِنْ دُون ودَاع للشاعر عبدالله الموري
رَحَلَتْ مِنْ دُون ودَاع :
أرَحلْتِ يا أمَّاه دُون ودَاعي
لمَّا دَعاكِ إلى الرَّحيلِ الدَّاعي
وترَكْتِني رَهْنَ المَواجِع و الأسَى
وأنا أُكابِدُ لوعةَ المُلتاعِ
والنفْسُ ذابتْ في مَحاجِر شَوقِها
والقلْبُ كادَ يطيرُ منْ أضْلاعي
ما عُدْتُ أقْوى للنُّهوضِ فهمَّتي
لانَتْ وسَاءتْ بالنَّوى أوْضَاعي
واسْتَوحشَتْ كلُّ الدروبِ وضَاقَ بي
هذا الفضاءُ وتُهْتُ في الأصْقاعِ
وأقولُ لا ، بل ذاك محْضُ خُرافةٍ
كذِباً سَمِعتُ إذا نعَاها الناعي
وغَدوتُ مشْدوها أرَدِّد زَفْرَتي
الحَرَّى ، وفيها لمْ أكُنْ بِالواعي
أرَحَلْتِ يا أمَّاهُ لسْتُ مصَدِّقاً
مَنْ ذا سيَجْرؤُ في الورى إِقْناعي ؟!!
ودَفعْتُ نفْسي للصلاة
ودَمْعتي
تنسابُ مِنْ عينيْ على إِسْراعِ
وفرَغْتُ منها بَيدَ أَنِّي لمْ أزَلْ
فيها أُكذِّبُ طارقَ الأَسْماعِ
حتَّى أَتَى عِلْمُ اليقينِ بأنَّها
قدْ فارقتْني دونَ أيِّ وداعِ
فإذا الحقيقةُ صدْمةٌ قدْ باشرتْ
منِّي شِغافَ فؤادِيَ المُلتاعِ
وهنا طلبتُ الصبْرَ أطْرُقُ بابَه
علِّي أضمِّدُ بعْده أوْجاعي
أوَّاه ما طعْمُ الحياةِ بدونِها
إلا مذاقَ علاقمِ الأتْباعِ
ربّاه لُطْفاً بالتي كانتْ لنا
دِفْءً وكانتْ نِعْمَ ذاكَ الرَّاعي
رباه واجْبُرْ كسْرَنا في فَقْدِها
بقَبولها يا مُستجيبَ الدَّاعي

تعليقات
إرسال تعليق