"أولات العزم" للشاعرة المبدعة أســــماء طلعت
"أولات العزم"
وقفتْ تقول إلى متى؟ وعلاما؟
والقول أرهقَ طرفهـا اللـوّامـا
فتجرّدتْ من ثوب عاطفـةٍ بـهِ
تـتـعـلّـق الآلام كي تـتـنــامى
الكل يسحب طرف قلبٍ مُرسَلٍ
فتشدّ من نبض السكون حزاما
حتى إذا انكشفتْ مفاتن صبرها
ألْقتْ على وجه الحياء لثاما
وبكتْ..
فلا واصٍ يصـون عطـاءها
والعمـر كنـزٌ مُـهْـدَرٌ ليتـامى
لم يبقَ منها غير حاويةٍ لهمْ
وسط المطامع وُزّعتْ أقساما
كزجاجة العطر العتيق إذا انتهتْ
تنسى افتتانَ مُراوِدٍ كمْ حاما!
وقفتْ..
وصوت الحزن يُرجِفُ دمعها
في حضن مِـرآةٍ تضمّ حطاما
لتُعَـقّـب المـرآة دون تـردّد:
أنّى لمثـلـكِ أن يصيـر ركـامـا!
يا ملجأ المتنمّرين ومسكن الـ
مستضعفيـن وقِبلـةً ومقـاما
يا زاد عمر الناشئينَ ورِيّ لحـ
ـن العاشقينَ وحامياً يتحامى
الرفق "إبراهيمكِ" المُسْجى لذا
رغم اشتعالكِ تمنحينَ سلامـا
وبصبر "أيوب" اعتنيْتِ بجرحكِ الـ
ممدود في جسد المُنى أعواما
هزّي إليكِ بجذع قلبكِ تلْقُفِي
عزمـاً جنيّـاً يُبـرِئُ الأسقـامـا
أنتِ الحنان مع الحنين؛ بُحيْرةٌ
محفوفـةٌ بالنـار كي تتســامى
يا مركز الضعف المدجّج بالقوى
أنتِ الأميرة فارحمي الأقزاما
وانزاح عن لآلائها المنظوم قبـ
ـضة حزنها فتضوّعتْ أنسـامـا
ورمتْ عَصاة الصمتِ كي يأتي على
وجع الكلام فيقتفيـهِ طعـامـا
وتبسّمتْ مرآتهـا كـ الأمّ مُذْ
عرفتْ بعين صغيرهـا الإقدامـا
وكـ"يونس" المُلقى بأمر الحظّ في
بطن الظلام تذكّرتْ.. أحلاما
ولدمعها قالتْ: أيا عين اقْنَـعِي،
وابلـعْ أيا نحري مياهَ ندامى
وكأن وحي الحسّ يصقل روحها
"جبريلها" في صدرها يتهامى
مُتنزّلاً بالصبر مثل رقائـق الـ
ثلـج التي كم بَـرّدتْ أحكـامـا
فترفّقتْ من بعد رفقٍ ما ارعوى
وترقرقتْ كي تسقيَ الأيّـاما!
بنتٌ.. وأختٌ.. بذرةٌ لأمومـةٍ
والطبـع في كـفّ البراءة نـامَـا
والكيد في طبـع البريئـة رائقٌ
لم يحتـمـلْ خبثـاً ولا ألغـامـا
نحن اللواتي نصنع الجسر الذي
يُمضي القلوب ويحجز الأصنامـا
التائبات من العذاب؛ وفي الهوى
نهـوي؛ يُطـارد ضعفُنـا الآثـامـا
الغازلات من الأنين وشاح صدقٍ
يُـدفئُ التوكيـد والأوهــامـا
نحن التجلّي والغمـوض
فقرّب البوح الودود
وأظهر استسلاما
نحن الضياء وحولنا تسري
فراشاتُ الرجولة
كي تَمسّ غرامـا
ووقـارنا مَشفى.. ولَوْثَتُنَـا شفا
فبأيّ أركـان الحِجَى تتـرامى؟

تعليقات
إرسال تعليق