"حكاية رمز" للشاعرة المبدعة أســــماء طلعت
"حكاية رمز"
عجبتُ لهذا الجسم يُخفي قلاقلي!
أنا الرمزُ والطينُ الممغنطُ حاملي
يُجاذب أطراف الأماني.. ومُنْيتي
تُقرّب أطراف القيود لكاحلي
ويجمع أضداد الشعور مُآخياً
فتدهشني نجوى امتناعي ووابلي
بشوشٌ عبوسٌ ليّن القلب جامدٌ
أقيسُ على حكْم الفروض نوافلي
أنا ظاهر المعنى ومحبرة الهدى
وأسْطر من ريْب الظنون رسائلي!
.
أنا الكائن المعجون بالجَدَل الذي
يُشكّل أبعادي ويبني هياكلي
إذا قيل لي: هذي السماء كئيبةٌ
سمعتُ نقوش الغيم تهمس: جادلي
أقصُّ شريط العمر باللغو والمنى
كأنيَ بنت النطق والصبح عاهلي
أُفَـلْسِـفُ إعتامي وموت رغائبي
فتُمْسي تُصَلّـيني الندوب بداخلي
يُغذّي كياني الهشّ قولي إذ انبرى
ولو أنني أدري... فقوليَ آكلي!
.
أنا المبصر الأعمى لأنّ بصيرتي
تُعلّق في جِيد احتمالي مشاكلي
فأصبح من فرط انطفائيَ لا أرى
ولو صاحت الرؤيا بعين مشاغلي
وأرشو أمين البؤس في زحمة الأسى
ليختم أوراق المُنى بتخاذلي
فتهدي ليَ الأحزان ما يملأ المدى
وتعصر أفكاري ضلوعَ دلائلي!
.
وأُفْلِتُ.. من حضن اعتصاري عشيّةً
لأتلو على سمع احتضاري شمائلي
وأرحم نفسي قدر قسوتها ضحىً
فأغرس في كفّ الأنين مشاعلي
وأضحك من ليل اكتئابي إذا انقضى
ويرتجّ جسمي فيُسْقِطُ الهمَّ كاهلي
وتنساب في صدري تعاويذ ساحرٍ
تُبّدل قَـحط البؤس وسط مجاهلي!
.
وأنسى.. ولا ينسى انكساري ملامحي
وأذهل -جداً- عن شرور نوازلي
أنا الطفل في روحي البراءة والنقا
أُقيم على تلّ الشعور منازلي
وأُتْعِب شيطاني فأسكبُ حاجتي
بكأس ابتهالاتٍ يُقوّي وسائلي
أنا لعبة الجدوى وحيلة خاطرٍ
يُـرغّـب عزمي كي أشدّ حبائلي
فأغدو عجوزاً؛ جعّدَ اللهو راحتي
ومعزوفة الذكرى أزيز مفاصلي!
.
أنا الناسك الأوفى بزاوية الهوى
شريعتيَ الحسنى، ومَيْلِي "صلاصلي"
فلو قَـلّب العمر المَلولُ ذوائقي
ستأكل أصنامَ الميول مراجلي
وإن شَفّت الروح البغيّ تصوّفَتْ
فأهتفُ: يا خِلّـي تمتّع بعاجلي
ولم يعلم المسكين أنّي مُطَـفّفٌ
بميزان أقوات القلوب تحايلي
سأنفذ من ثقبٍ لمن رمتُ وصلهُ
وأغفل عن بابٍ يُمرّر واصلي
أُبرّئُ نفسي إن تمنّع خاطري
وأقطع أيْدِي العهد عند عواذلي
لهذا مشى قلبي بشقّيَ مائلاً
وغابتْ على درب الفؤاد "فراملي"!
.
وأمضي.. فلا ألوي على غير راحتي
وتالله ما غير الذي قلتُ قاتلي
أُطوّق خصر الحسّ كل حكايةٍ
وتكشف عن وجه اختلافي خصائلي
فأعجب منّي.. ثمّ أبلع دهشتي
وأجدل من خيط الحنين جدائلي
أبرّر سُوئي لو تجزّأ مبدأي
وأرفع صوتي لو أتى الدهر سائلي
وأخلط ماء الوجه بالزيت كلّما
صَدأْتُ وحَزّتْ في الضمير سلاسلي!

تعليقات
إرسال تعليق