أطلِقْ سَراحي للشاعر محمود الوجيه
أطلِقْ سَراحي
رَتّلْ بِمحرابِ الهوى صَلَواتي
وانْثُرْ على تلكَ السّطُورِ حَيَاتي
واقْذِفْ سِنيني في جَحِيمِ قصيدةٍ
مَنْقُوشةٍ بالجَمْر والآهاتِ
يا أيُّها الشِّعْرُ المُسافِرُ دَاخِلي
رُحْمَاكَ قد أَوْهَى المَسِيرُ دواتي
أتْعَبْتَ أنفاسَ القوافي في المدى
فارْحَمْ صَهِيلَ الحَرْفِ والكَلِمَاتِ
خَارتْ قُوَايَ مِن المَوَاجعِ والنّوَى
وبَدَأتُ أَخْسَرُ في الهوى غَزَواتي
زَمَنُ الفُتوحاتِ الجميلةِ قد مضى
وبَقَى زمانُ الذّلِّ والحَسَراتِ
إنْ جِئتُ أسْتَلُّ اليَرَاعَ تَخُونُنِي
لُغَتي وتُفْلِتُ مِن يَدي أبْيَاتي
الليلُ يَسْرِقُ مِن صباحي ضوءَهُ
والفِكْرُ يَغْرَقُ في دُجى الظلماتِ
ماذا أقولُ وكُلُّ شَيءٍ بائِسٌ
ماتَ الشّذا وتَفرَّقَتْ نَسَماتي؟
كَثُرَ العناءُ فَأيَّ حَرْفٍ امْتَطِي
يا مُلهِمي لأُوَاجِهَ الأزماتِ ؟
الصّمْتُ يَطْعَنُني وبعضُ قصائدي
تَقتاتُ مِن وَجَعي ومِن دمعاتي
دَعْني أُفَتّشُ عَن بريقِ أنامِلي
إنّي أضَعتُ بدربِ حُبِّكَ ذاتي
أطْلِقْ سَرَاحي الآنَ يا وَجَعي وثِقْ
أنّي إليكَ بذاتِ يومٍ آتِ .

تعليقات
إرسال تعليق