. ...(( وللقُـدسِ فَتــَاهَا )).. للشاعر فرحان الخطيب

 . ...(( وللقُـدسِ فَتــَاهَا ))..


صَخَب ..ٌ وَعـزفُ النـّاي لا يَتَـحــوَّلُ
وَرِيــَاشُ أجْنحةِ الضــُّحى لا تأْفـَلُ

جَسَدي ..ونَزْفُ الرّوح يُقلقُ خَافقـــي
وَعلى مَفَارشِ لَوْعــتي أتمـَلْمــَلُ

وأنــَا فَتــَاكِ الغــرُّ أَحلمُ يا غــَدي
عــَجــِّلْ ..وظــنِّي للعــﻻ ..يَتعجـــّلُ

فهنــا بأرضِ القــُدسِ صرخــةُ طفلــةٍ
ودُعاءُ طفــلٍ بالجــــِراحِ مكلَّــلُ

يــاربُّ لي خَلْفَ النــَّوافذِ قطــّةٌ
تـَـأبى وجودهــــَمُ ولي تتوســَّلُ

لي قُرْبَ ألعــابي كتــابٌ شَـــيـّقٌ
وَدفَاترٌ فــوقَ الرِّفـوفِ ..وَمِنـْقـــلُ

شُــبَّاكُ بيتــي قِصّــةٌ مَنْســـيـِّــةٌ
لاالبـَدْرُ ..أو صـَوتُ الأَحبــَّةِ يَســــألُ

(يَتـعَـمْشـَقُ ) الوردُ البـهيُّ إلى العـلا
لَيـَكـَادُ مِنْ فـَرْطِ التــّوثـُّبِ ..يَهطُــلُ

يـُزجي إلى الحـيِّ العتــيقِ عـطـُورَهُ
نَشوى..فيحيا بالعُطـــــورِ المُخمــلُ

ســِرْبُ السّــنونو هـجَّــروهُ دِيــارَنا
لَيـْـتَ الســّنونو من هُـنـَا لايــرْحـلُ
* * *
ياربُّ ذَنْـبــي أنّــني من قُدْسِــــنا
لــنــرى قذائفــَهــُم علينـــا تـَنْـزِلُ

ياربُّ ذنـْبي أننّـــي من ( غــَــزَّةٍ )
مِـنْ ( ضـِفّــة ِ) الوجــَعِ الّذي أتَحَمــَّلُ

لا نَســْمةٌ ...تـأتي ببـــوح رســــالةٍ
أو طَائـــرٌ شـَمسَ العروبــةِ يَزْجُــلُ

عَطَشــاً تَلـوبُ منَ الــدُّخانِ مَشَــاتلٌ
وَجَــعَـاً يلــوبُ العاجزُ المُتــَحمــِّلُ

وأنـَـا ..على جُـــرْحي تَطُــولُ حكايتي
وَيَعيـــشُ موتي جـَـانبي ..يَتَمــَّهلُ

زادَتْ سـُــمومُ القـَـصفِ أقرأُ لونــَهـا
منْ لـونِ حِـقْـدهُـمُ ..تـدكُّ وتقْــــتُلُ

أُمـّـي ..رأَيـْتُ بــأمِّ عينــي وجْهَــهـا
بيــنَ الرُّكــامِ يـبـُشُّ لي ..وَيُــهَـــللُ

تـَقـْتـاتُ مـَـوتـاً كي أظــَلَّ حَيَــاتَــها
وَأنــا على قَيــْدِ الحَيَـــــاةِ مُكَبَّـــلُ

وَدِمــَاؤُها تــَجْري بِنَهــْـر توجـُّـعي
وَعلى رمــوشِ العيــنِ نَعْشـــاً أَحمـلُ

هَلْ زَهــْــرُ أيــامي يَعيـشُ بِفَقْــدها
لا ..لا أَظــُنُّ ..فَزهْــرُ عُمــْريْ يَـَذْبَلُ

قَلبي يَطيــرُ إلى المَــدى ..وَكَــأَنّنــي
نَسْرٌ ..بأفــواهِ المَدَافــع يَهْــــدُلُ

والقُـدْسُ ..عِطْرُ اللهِ ..في جَنَــبـَاتِها
توراةُ ..عِيْســى ..أَو نــَـبِــيٌّ مُرْسَـلُ

والظّلمُ يَـسْـــبَحُ في مــآقي حُـزْنـها
والحَـقُّ ..في لُغَـــةِ الشّــعوبِ مُــؤَجَلُ

حَـرقـوا غِـلالَ القَمــحِ ..ناحَتْ قـــمْحََةٌ
وَسَـــنَابلٌ دَمَــعََــتْ ..وَخَــارَ المنجــلُ

وَبـَـكَـى على تـَعـَـبِ القُـرى زَيتــُونُـها
وَجَثـــا على حُــزْنِ التــُّرابِ المِعْـــوَلُ

وَجــَعٌ ..وَأُمْـســِكُ نَجـمَتي بأَصـابعي
وَدَمي ..عـُيـونَ المـكْرُمــَات أُكَحِّــلُ

جُــرْحي يُلــوّنُ لَـوْحَــةً قُدْســـيّةً
والمــَجـْدُ مِنْ وَرَقِ الصــّــباح أُجَمـِّّلُ
* * *
يــَارب...ُّ في كُلِّ البــــلاد مَــآذنٌ
وَكَنــائسٌ بَيــْنَ الــورى تتــجــوَّلُ

مَا سِـرُّ ضَــرْبُ النــاسِ حَصْنَ عَدالــةٍ
وكـأَنَّ قــتْلَ العَدْلِ أَمــْرٌ مُنْــــزَلُ

يـَاربُّ أرْقُــبُ خَيــْلَ قـومي ..أَقْبَلَتْ
وَيـَزينُ وجــْهَ القَــوْمِ شَــهْمٌ أَوَّلُ

يَــأتي من المَاضــي سـناً ..أَتَـذكـَّرُ
يـأْتي إلى الآتــي ســناً ..أَتـأَمــَّلُ

وَقََــنا صلاح الدِّيــن تــرْسُمُ عَــودةً
فيهــا الحصَــانُ اليـَعْربــيُّ مُحجّـــلُ

تَرمي الشّــوائبَ عن لُجيــنِ تَلِيــدها
يَتَرَاقصُ النــّصرُ الجـليُّ الأَكمــــلُ

هيَ قُدْســـُنا لَـوْ يَســْرقونَ ثمـارَها
ســَتـَظلُّ من نُـطَـفِ العُروبـةِ تَنْسُــلُ
* * *
ياقـــُدْسُ أنتِ ثـَقــَافــةٌ عَربيــّــةٌ
أَتـُرى إذا جَهلــــوا ..تُرانــا نَجْـــهَلُ

هيَ حــَرْفُنــا لا تَسْتقيــــمُ كتابــةٌ
إلاّ إذا من عَيـــْـنِ ضــَادٍ تَــنْــهَــلُ

ظَمئِــتْ خُيــولُ الشّـــاعريَّةِ دونهَــــا
وَكَــــبـَا بدون بيانِهــا المُتَـــقوِّلُ

هيَ في رِحَــابِ الــرّوحِ هَامَةُ نَخْــلةٍ
هيَ من رُكــامِ الجـــاهليــّةِ مِشْعلُ

وَثـَـقــَـافَةٌ من دونِهـــَا شَــجرٌ بلا
ثَـمَـرٍ ..وَسـَطْرٌ في الهــَوامشِ مُهْمــَلُ

والقــدسُ بوصلــةُ العروبــةِ وَيْـحَـنَـا
ويــَلـُفــُّهـا نـَـكدٌ وَلَيـــْـلٌ أَلْيـــَلُ

وَأَرى عَلى كَتـِـفِ الظّـــلامِ عُيــونَها
ترنــُو إلى ضَـوءِ التَّــــحرُّر يُقْبـــِلُ

والقُدسُ يــَاوطنَ العُروبـــَةِ مَـــوطنٌ
للحــَالميــنَ ..وَطَــابَ ذاكَ المَنـْـــزِلُ

والـقـُـدْسُ في سَــهَرِ الليالــي طِفْـلةٌ
والبــَــدْرُ يحْــرُسُ ليلَــها ..والمِغْــزَلُ

واللّــــيلُ يَـحـْمِـلُها على شُــرفَاتِهِ
وعلى دِراجِ الصّبح غنجاً تنزلُ

والقدسُ تجبلُ شمسها بترابها
فتطلُّ في ثوبِ الأصالة ترفلُ

والقدس عاصمة الثقافة والحجا
والقدسُ تزخرُ بالفخارِ وتحفلُ

والقدسُ ها أنذا فتاها قادمٌ
وَرِياشُ أجنحةِ الضّحى لا تأفلُ

* * *


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إنَّ انشطاركِ ... بين الذَّرِّ فِي طِيني للمبدعة الشاعرة ماجدة ندا