كالمقعد المنسي للشاعر محمد ذيب سليمان
كالمقعد المنسي
.
دعنــي ألمــــلم بالــدمــوع كيـــاني
فلكــم عقدت مـع الرصيـف قـــراني
.
وكم اصطنعت على النوافـذ جلســـة
أُخفـي بنشـــوتها انكســار رهـــاني
.
وكم اشـــتهيت الدِّفء حـال نزولــه
فصــــل الربيــــع بثـــوبـه الفينـــان
.
كالمقعـــد المنسي تحـــت شــــجيرة
أُمـسي وحيــــداً تائـــــه العنــــوان
.
تعلـــوه أوراق الخــريف ووحشــــة
فيحــــار أيـن قـوافــــــل الخــــــلان
.؟
مــا عــاد مثل الأمـس يحضن آهـــة
ويــزف بشــرى عـاشـــقٍ ولهــــان
.
ما عاد يُبصرني ويعـــزف لـــوعتي
ويجيــب أســـئلتي بـــلا اســـــتئذان
.
كالمقعـــد المنسي يجلدني المــــدى
ويلفـُّنـــي بضمـــــــادة النســــــــيان
.
أضحيت أَخفــق كالثـــواني شــــارداً
أجـــري كظـل تــــاه في الجريــــان
.
وأتـون محرقتي يــدوزن خطــــوتي
نحو النهــاية في اعتــــلال بيــــاني
.
والحلـــم مســـعور بصمت مــرهِـق
بيـن المســـافة واحـتــراق جَنانــي
.
كل النـــوافذ مشـــرعات مــا لهـــــا
وَتـَـــر يُموســـقها برفقـــة حـــــان
.
أمســيت أقتســم الضبــاب ومـرفئي
وجـــروح قــافيتي ولثــغ لســــاني
.
كل المرايـــا في اليقيــن تقـــولـــبت
ملتــــــاعة مســـــلوبــة اللَّمعــــــان
.
والصمت يصرخ بي وجوفي مُتعــب
ورمـوش عينــي بُغيــــة السَّــــجان
.
لكننـي كـــالمقعد المنـــــــــسي ينـــ
ـــتظــر النَّـــدى وتفتــــح الرمـــــان
.
والحلـــم ما زالــــت براعمـــه تشي
بمـواكــــــب تختـــــال بالفيضــــــان
.
حزني عميق الصَّرف ينبيء بالأسى

تعليقات
إرسال تعليق