** مَلْحَمَةُ دَاعِيَةٍ .. للشاعر الكبير الأستاذ حسن الكوفحي
*** مَلْحَمَةُ دَاعِيَةٍ ... *** مِنَ الرَّمْلِ ***
عَاشَ مَنْ أنْجَزَ فِيْ دُنْيَا الْمَعَالِي
وَاعْتَلَى أوْجَ عَظِيْمَاتِ الْعَوَالِي
وَسَعَى لِلْخَيْرِ فِيْ أقْوَالِهِ
وَبِهِ مَا حَوْلَهُ يَغْدُوْ مِثَالِي
وَيَفِيْضُ الْحُبُّ يَجْرِي سَلْسَلًا
لِجَمِيْعِ النَّاسِ مِنْ غَيْرِ سُؤَالِ
عَالِمٌ لَا يَشْتَكِي فِيْ حُبِّهِ
لِشَكَاوَى النَّاسِ مَا كَانَ بِسَالِ
مُهْجَةٌ فِيْ حَجْمِ بَحْرٍ زَاخِرٍ
بَسْمَةٌ تَرْوِي فُؤَادًا كَابْتِهَالِ
يَسَعُ النَّاسَ بِأخْلَاقِ الْعُلَا
وَالدُّنَا عَتْمٌ وَحَالٌ فِيْ اخْتِلَالِ
فِيْ زَمَانٍ لَيْلُهُ أضْنَى الرُّؤَى
وَقُلُوْبٌ وَعُقُوْلٌ فِيْ ضَلَالِ
قُدْوَةٌ فِيْ أُلْفَةٍ أُلَّافُهَا
وَلَهُ الْأحْبَابُ جَادُوْا بِامْتِثَالِ
يَقْطَعُ الْأضْغَانَ مِنْ أدْبَارِهَا
فَتَرَى الْآسَادَ أقْوَى بِاعْتِدَالِ
يَمْسَحُ الْأحْزَانَ فِيْ رَاحِ الرِّضَا
وَيَفُضُّ الْبُغْضَ مِنْ غَيْرِ جِدَالِ
وَإذَا الْأشْرَارُ يَوْمًا قَابَحُوْا
لَجَمَ الْأفْوَاهَ صَبْرٌ كَالْجِبَالِ
يَجْمَعُ الْأحْبَابَ فِكْرٌ ثَاقِبٌ
مِنْ كِتَابِ اللهِ صَافٍ كَالزُّلَالِ
***
وَإذَا مَا غَابَ يَوْمًا صُدْفَةً
ضَجَّ مِنْ حُبٍّ فُؤَادٌ بِالسُّؤَالِ
فِيْ حُضُوْرٍ أوْ غِيَابٍ سَيِّدٌ
مِثْلُ قُطْبٍ لِلذُّكَا فِيْ كُلِّ حَالِ
رَمْزُ إخْلَاصٍ لِدِيْنٍ وَكَفَى
وَكَفَى بِالدِّيْنِ عِزًّا فِيْ الْمَآلِ
عَلَّمَ النَّاسَ دُرُوْبًا لِلْهُدَى
وَالتُّقَى وَالْحُبَّ فِيْ ثَوْبِ الْجَمَالِ
عَلَّمَ الْأجْيَالَ حُبَّ الْمُصْطَفَى
وَلِأجْلِ الْحِبِّ رُوْحِيْ وَالْغَوَالِي
عَلَّمَ النَّاسَ هَوَى أوْطَانِهِمْ
دُوْنَهَا الْأرْوَاحُ تُفْدَى بِالْعِيَالِ
وَ " أبُوْ النُّبْلِ " كَأقْمَارِ السَّمَا
وَهَوَى الْأوْطَانِ فَوْقَ الرُّوْحِ عَالِ
وَفَلَسْطِيْنُ الْهَوَى فِيْ رُوْحِهِ
وَهِيَ الْأنْفَاسُ تَجْرِي فِيْ الرِّجَالِ
رَفَضَ اسْتِسْلَامَ قَوْمٍ سَقَطُوْا
بِاسْمِ سِلْمٍ قَدْ دَعَانَا لِابْتِذَالِ
عَاشَ حُرًّا ظَلَّ حُرًّا مَا انْتَهَى
صَادِعٌ بِالْحَقِّ دَوْمًا لَا يُبَالِي
قَمَرُ الْأُخْوَانِ مِنْ مَدْرَسَةٍ
" حَسَنُ الْبَنَّا " حَبِيْبٌ وَ" الْغَزَالِي "
دَعْوَةٌ رَاسِخَةٌ شَامِخَةٌ
مِثْلُ نَخْلٍ سَامِقٍ يَهْوَى الْأعَالِي
دَعْوَةٌ شَامِلَةٌ كَامِلَةٌ
فِيْ الرُّؤَى تَدْعُوْ لِإسْلَامِ الْكَمَالِ
كَمْ تَحَدَّتْ مِنْ طُغَاةٍ أفَلُوْا
وَغُصُوْنُ الدَّوْحِ مُمْتَدُّ الظِّلَالِ
***
وَانْتَشَتْ " بَارِحَةٌ " بَيْنَ الْوَرَى
مِنْ بَنِيْهَا هَلَّ نُوْرٌ بِاخْضِلَالِ
وَعَلَيْهِ " إرْبِدٌ " قَدْ أجْمَعَتْ
فَازَ فِيْ كُلِّ انْتِخَابٍ وَنِزَالِ
أسَدٌ فِيْ " الْبَرْلَمَانِ " دَاعِيًا
لِكِتَابِ اللهِ فِيْ خَيْرِ مَقَالِ
ثَابِتٌ فِيْ مَبْدَأٍ لَا يَرْتَضِي
عَقْدَ عَهْدٍ مَعْ عَدُوٍّ كَالنِّعَالِ
وَفَلَسْطِيْنٌ فَلَسْطِيْنٌ لَنَا
كُلُّهَا فِيْ وَحْدَةٍ دُوْنَ انْفِصَالِ
وَيَهُوْدٌ مُنْتَهَاهَا لِلْفَنَا
وَمُحَالٌ مِنْ بَقَاءٍ لِاحْتِلَالِ
لِجِهَادٍ قَدْ دَعَا أهْلَ التُّقَى
رُغْمَ إحْبَاطٍ وَقَيْدٍ لِخَبَالِ
وَ" حَمَاسٌ " نُوْرُ عَيْنَيْهِ غَدَتْ
وَكَذَا أهْلُ كَفَاحٍ وَنِضَالِ
وَنَهَانَا مِنْ رُكُوْنٍ لِلْعِدَا
وَتَهَاوَى فِيْهِ أصْحَابُ الْمَعَالِي
***
يَا " عَرُوْسًا " سَكَنَتْ فِيْ رُوْحِهِ
قَلْبُ شَيْخٍ فِيْ هَوَاهَا بِاشْتِعَالِ
وَهَوَاهَا مِنْ هَوَى أُرْدِنِّنَا
" كَعَرَارٍ " عِشْقُهُ فَاقَ الْخَيَالِ
دَائِمُ التَّفْكِيْرِ فِيْ إنْسَانِهَا
وَقَضَايَاهُ كَأثْقَالِ الْجِبَالِ
أوَ تَعْيَا الشَّمْسُ فِيْ لَأْلَائِهَا
لَا وَلَا الْأجْبَالُ تَغْدُوْ فِيْ ظِلَالِ
أوَ يَنْسَى الْمِسْكُ فَوْحًا فِيْ الدُّنَا
لَا وَلَا يَبْقَى رَبِيْعٌ فِيْ انْعِزَالِ
أيَمَلُّ الْبَحْرُ يَوْمًا مَوْجَهُ
لَا وَلَا الْأرْيَاحُ تَغْفُوْ فِيْ رِحَالِ
أوَ يَنْسَى مِنْبَرٌ أحْبَابَهُ
لَا وَلَا قَدْ غَابَ وَجْهٌ لِلشَّمَالِ
مَوْقِفٌ هَزَّ كِيَانِي إذْ أرَى
بَحْرَ عِلْمٍ جَالِسًا دُوْنَ الْهِلَالِ
" كُوْفَحِيٌّ " مِنْ كِفَاحٍ ذَا اسْمُهُ
بَيْتُ عِلْمٍ بَيْتُ جِدٍّ وَاكْتِهَالِ
***
كَمْ تُعَانِي مُهْجَةٌ مِنْ شَجَنٍ
وَهَوَاهَا فِيْ بَيَاضٍ بِالْخِلَالِ
هذِهِ الْأجْسَامُ مَأوَى رُوْحِنَا
فِيْ سَبِيْلِ اللهِ تَحْظَى بِالنَّوَالِ
هذِهَ الدُّنْيَا كِفَاحٌ دَائِمٌ
وَهَنَ الْعَظْمُ وَمَا هَانَ احْتِمَالِي
وَبِغَيْرِ الْعِلْمِ غَرْقَى كُلُّنَا
وَلَهُ يَعْنُوْ شُمُوْخٌ لِلْمُحَالِ
شَيْخُنَا مِنْ بَيْنِنَا نَجْمُ السَّمَا
وَلَقَدْ رَبَّى رِجَالا كَالْجِبَالِ
أيْنَ وَلَّى نَاظِرٌ فِيْ " إرْبِدٍ "
سَيَرَى غَرْسًا لَهُ زَيْنَ الْخِصَالِ
يَا دُعَاةً فِيْ الدُّنَا أنْتُمْ عُلَا
وَغَدًا فِيْ جَنَّةٍ أهْلُ الدَّلَالِ
لَا عَدَاءٌ لَاخِصَامٌ عِنْدَهُمْ
وَيَظَلُّ الْوَزْنُ دَوْمًا لِلْفِعَالِ
حَارَبَ الْأوْغَادُ فَجْرًا بَاسِمًا
كَمْ دَعَا الْأوْبَاشُ حِقْدًا لِاقْتِتَالِ
وَأثَارُوْا بُغْضَهُمْ فِيْ أهْلِهِمْ
أبْعَدُوْا هذَا وَجَاؤُوْا بِالْمُوَالِي
نَشَرُوْا الْفُرْقَةَ عَنْ قَصْدِيَّةٍ
يَا لِشَعْبٍ يَشْتَكِي هَوْلَ اغْتِيَالِ
قَسَّمُوْا الشَّعْبَ صُنُوْفًا مِثْلَمَا
صَنَّفُوْا فِيْ السُّوْقِ أنْوَاعَ الْحَلَالِ
فَلَتَ الْإفْسَادُ مِنْ حَبْلِ النُّهَى
مِثْلُ وَحْشٍ أفْلَتُوْهَا مِنْ عِقَالِ
***
صَرْخَةٌ مِنْ شَيْخِنَا كَمْ قَالَهَا
لَا عَلَاءٌ وَالرُّؤُوْسُ فِيْ الرِّمَالِ
وَصَلَاحٌ لِلْبِلَادِ مُمْكِنٌ
إنْ فَسَادٌ أعْدَمُوْهُ بِالْحِبَالِ
مَنْ سِوَى الْأطْهَارِ يَجْلُوْا وَاقِعًا
سَلِّمُوْا لِلطُّهْرِ حُكْمًا لَا يُغَالِي
وَإذَا الْأطْهَارُ سَادُوْا فِيْ الدُّنَا
قَتَلُوْا الْخُذْلَانَ رَمْيًا بِالْفِعَالِ
وَتَرَى الْعَقْلَ نَضَا أسْمَالَهُ
وَغَدَتْ حُرِّيَّةٌ تَاجَ الْجَلَالِ
وَتَجُوْدُ الْأرْضُ رِزْقًا وَالسَّمَا
وَيَفِيْضُ الْخَيْرُ فِيْ كُلِّ مَجَالِ
كَمْ دَعَا لِلْعَدْلِ دَوْمًا شَيْخُنَا
وَثِمَارُ الْعَدْلِ نُوْرٌ لِلْأهَالِي
لَوْحَةٌ مُزْدَانَةٌ فِيْ وَحْدَةٍ
عَرَفَ الشَّعْبُ دَوَا دَاءٍ عُضَالِ
***
وَدُعَائِي لِلْإلهِ خَالِصًا
أنْ يَظَلَّ الشَّيْخُ شَمْسًا فِيْ الْأعَالِي
خَيْرُ عِلْمٍ قَدْ تَمَاهَى فِيْ امْرِئٍ
قَوْلُهُ وَالْفِعْلُ عِشْقٌ بِاتِّصَالِ
فَوْحُ عِلْمٍ صَادِقٌ فِيْ شَخْصِهِ
كَاتِّحَادِ الْعِطْرِ فِيْ مِسْكِ الْغَزَالِ
وَبِهِ الْآمَالُ زَرْعٌ مُشْرِقٌ
لِيَرَى النَّاسَ فِيْ ظِلِّ الْهِلَالِ
وَهُدَى الْإسْلَامِ يُرْدِي ظُلْمَةً
وَيَجُبُّ الضَّيْمَ عَنْ وَجْهِ الْغَوَالِي
وَإذَا الْأفْرَاحُ تُحْيِي أُمَّةً
وَإذَا الْأحْزَانُ تَمْضِي وَاللَّيَالِي
وَإذَا التَّارِيْخُ حَرْفٌ نَاصِعٌ
وَإذَا الْأبْوَاقُ ! حَتْمًا لِزَوَالِ
وَإذَا الْأحْبَابُ سِفْرٌ نَاطِقٌ
وَإذَا التَّحْرِيْفُ يَهْوِي مِنْ أعَالِ
وَإذَا الْأيَّامُ فِيْهَا شَيْخُنَا
قَمَرٌ .. لِلهِ فِيْ الْحُبِّ يُوَالِي
وَعَلَىْ الْمُخْتَارِ صَلُّوْا دَائِمًا
عَدَدَ الْأنْفَاسِ فِيْ قَلْبٍ مُوَالِ
طِبُّ قَلْبٍ طِبُّ عَقْلٍ لِلْأُلَى
وَعَلَىْ أحْمَدَ صَلَّى ذُوْ الْجَلَالِ
عَاشَ مَنْ أفْنَى بِحُبٍّ عُمْرَهُ
حُبُّ طَاهَا دَعْوَةٌ تَدْعُوْ لِغَالِ
بقلمي : حسن علي محمود الكوفحي
الجمعة : 27 / 11 / 2020 .. الأردن / إربد

تعليقات
إرسال تعليق